تقدمٌ في القنيطرة وتراجعٌ في ريف دمشق.. وهزيمةٌ نكراء للأسد في الطبقة

طيران النظام في مطار الطبقة بعد تحريره

اعتبر نشطاء محليون معارضون أن سيطرة الثوار السوريين على معبر القنيطرة هي أهمّ حدثٍ عسكريٍّ خلال الأيام الماضية، لما يحمله هذا الحدث من أثرٍ سياسيٍّ وعسكريٍّ على مجريات الأحداث، ولأنه يبرهن على تقدمٍ ملحوظٍ يحققه الثوّار على صعيد الجبهات الجنوبية.
وكانت السيطرة على المعبر مشتركةً بين جبهة النصرة وعدّة فصائل معارضةٍ أخرى اشتبكت مع قوّات النظام وقوّات الدفاع الوطنيّ الموالية له، ما أدّى إلى مقتل العشرات منهم، وانتهى برفع علم الثورة على المعبر.
وكان الجيش الإسرائيليّ قد أعلن هضبة الجولان منطقةً عسكريةً مغلقةً منذ مدّة، بعد سقوط قذائف في مناطق متفرقةٍ من الهضبة. كما حذر المدنيين والمزارعين من الذهاب إلى أراضيهم في المناطق القريبة من المعبر.

النصرة تتمترس في القلمون

بعد معارك عنيفةٍ شهدتها مدينة عرسال اللبنانية، التي تضم آلاف النازحين السوريين من حمص ومن مدن وقرى القلمون الخاضعة لسيطرة النظام السوريّ، تمترست قوّات جبهة النصرة في جرود القلمون محتجزةً مقاتلين لبنانيين، ومحذرةً حزب الله اللبنانيّ، الذي يقاتل إلى جانب النظام السوريّ، من التدخل في القلمون.
كما اتهمت الجبهة التيار الوطنيّ الحرّ بمنع إعادة الجنود اللبنانيين المسيحيين المخطوفين لديها بسبب ما أسمته "أفعاله الأخيرة"، وطالبت المسيحيين اللبنانيين بالتزام الحياد. وجاء ذلك بعد أن أطلقت النصرة سراح خمسة مقاتلين من الجيش اللبنانيّ كانت قد احتجزتهم مؤخراً على خلفية معارك عرسال.
وليس بعيداًً عن القلمون سيطر الثوار مؤخراًً على خمسة حواجز في مدينة الزبداني في ريف دمشق، بعد معارك استمرّت حوالي يومين ضد قوّات النظام. وأحد تلك الحواجز هو الفاصل بين مدينتي الزبداني وبلودان، والذي كان يعدّ من أهم مصادر النيران التي تقصف بها قوّات النظام مدينة الزبداني المحرّرة.
فيما تقدّم النظام خلال الأيام الماضية في غوطة دمشق الشرقية، من خلال سيطرته على بلدة المليحة التي تعدّ من أهم مداخل الريف الشرقيّ لدمشق، وذلك بعد حصارٍ طويلٍ دمر فيه النظام حوالي 75 بالمئة من مباني المليحة، مستخدماً كافة صنوف الأسلحة.
فيما تستمرّ العلميات العسكرية في محيط حيّ جوبر الدمشقيّ، حيث ركزت قوّات النظام قصفها الجويّ والمدفعيّ على الحيّ، ما أدّى إلى سقوط عشرات المدنيين بين قتيلٍ وجريح، دون أن تحقق قوّات النظام أيّ تقدمٍ يذكر في هذه المنطقة التي تعدّ من أهمّ مناطق سيطرة الثوّار بالقرب من العاصمة.

حماة.. تقدمٌ نحو العمق

تعدّ اشتباكات محيط مدينة محردة في ريف حماة من أشدّ الاشتباكات عنفاً في المحافظة، التي تشهد غالبية قرى ريفها الشماليّ والشرقيّ وبعض قرى الريف الغربيّ معارك عنيفة. إلا أن معركة محردة تتخذ طابعاًً أكثر عنفاً لأن أكثرية سكانها من المسيحيين، وتقع على طريقٍ استراتيجةٍ نحو الريف الغربيّ التابع لسيطرة النظام.
واستطاعت قوّاتٌ من الجيش الحرّ دخول الحيّ الشرقيّ من محردة بعد السيطرة على حاجز الشليوط، كما أعلن الحرّ محردة وما حولها منطقةً عسكريةً بالكامل، جرّاء الاشتباكات داخل وفي محيط المدينة.
ونقل نشطاء من ريف حماة الغربيّ أن قوّات النظام وجيش الدفاع الوطنيّ يحشدون مئات العناصر لمعارك محردة خوفاً من سيطرة الحرّ عليها، ما يفتح الطريق نحو السقيلبية وربيعة التي تعدّ من أهم خزانات جيش الدفاع الوطني، وما يفتح الطريق أيضاً إلى حاجز دير محردة الذي يعدّ أكبر حواجز النظام في المنطقة، وهو المسؤول الأهم عن قصف الريف الشماليّ والمناطق المحرّرة من الريف الغربيّ لحماة.
ومن جانبٍ آخر تتجه معارك ريف حلب لتكون محصورةً بين قواتٍ معارضةٍ وبين تنظيم الدولة الإسلامية، بينما يقتصر حضور النظام فيها على القصف الجويّ.
وفي المنطقة الشرقية سقط مطار الطبقة، آخر جيوب الأسد في محافظة الرقة، بعد هجومٍ عنيفٍ شنه مقاتلو "الدولة الاسلامية"، مكبّدين قوات الأسد خسائر بشريةً فادحةً قدّرت بـ(500) جنديٍّ تم إعدامهم، فيما بقي مصير مئاتٍ آخرين في عداد المفقودين.