الحزام الأخضر في البوكمــال.. رئــة شجريـــة صحيــة في حمــــاية الثوار

الحزام الأخضر في البوكمال | خاص عين المدينة | عدسة أحمد

فيصل المــلا

على مساحة كبيرة يمتد حزام البوكمال الأخضر، رئة زراعية خلابة أنتجتها معاول أهالي المنطقة منذ 13 عاماً، لتكون متنزهاً للسكان، وحماية طبيعية للبيئة المحيطة.حاول ثوار المنطقة عبر شهور الثورة حماية الحزام الأخضر، ومنع التعدي عليه أو استخدامه لأي مصلحة، وتأمين السقاية وكل الموارد التي يحتاجها للبقاء بصورة خضراء جميلة. يقول "فيصل السيد"، عضو لجان التنسيق المحلية: "يضم الحزام مختلف أنواع الأشجار الحراجية "كينا ـ سرو ـ زيزفون ـ صنوبر"، والأشجار المثمرة "زيتون ـ تين ـ رمان ـ نخيل". وقد تم بدء العمل عليه منذ عام 2000 ليكون جزءاً من الحماية الطبيعية والصحية للبوكمال".
ويقول القيادي العسكري "أبو طلحة الأنصاري": "يتمتع الحزام الأخضر بخصوصية كبيرة لأنه يمنع الغبار عن مدينة البوكمال، إضافة إلى منتجاته الغذائية، ففيه أكثر من 10 آلاف شجرة زيتون، كما أنه المتنفس الوحيد لأهالي المدينة".

ويضيف: "منذ بضعة أشهر، وبعد تحرير البوكمال، قمنا بتقديم المحروقات من أجل سقاية الحزام. وبدأ شبابٌ من الثوار بالعمل في الحقل، إضافة إلى مواجهة كل من يريد قطع أشجاره أو استخدامه كمراعي للشاة".
ويرى الأنصاري أن هناك نقصاً واضحاً في الوقود والموارد التي من الواجب الحصول عليها لسقاية الحزام، فقد تم استخدام الجرارات الزراعية وصهاريج المياه بدلاً عن المولدة التي سرقت.
ويطالب أغلب سكان المدينة، الذي يعتزون بحزامهم الأخضر، بحماية هذا الحزام وسقايته وعدم التعدي عليه، خاصة في ظل الحصار الأمني والغذائي.. فلم يبقَ لهم من صور الحياة في مدينتهم إلا القليل. ومن المعروف أن ظروف الفوضى والحرمان من المحروقات المنزلية ومواد التدفئة في الشتاء الماضي قادت الكثيرين من الأهالي إلى التعدي على المساحات الخضراء والحصول على الحطب من أخشابها، أو انتهاك ثمارها بطريقة غير منظمة. وهنا تقع على عاتق العناصر القائمة على حماية الحزام مسؤولية حمايته من جهة وتوعية الأهالي من جهة أخرى بأن هذا الحزام هو جزء من تنمية طبيعية مستدامة، وبأنه سيظل ذلك المتنزه الجميل الذي يمكن لهم قضاء ساعات طويلة فيه مع أسرهم.
معاناة قديمة.. لا بد من ذكر أن هذا الحزام تعرّض لإهمال الدولة في السنوات السابقة، وذلك من خلال عدة نواحي أولها إهمال أطراف الحزام، مما عرّض الأشجار لليباس وأدى إلى بداية تضيّق في محيط الحزام، وثانيها التلكؤ في مشروع توسيع الحزام، إضافة إلى قضية حمايته من الحرائق، خاصة في ظروف الحر الشديد. كما أن عناصر المخفر الحراجي في منطقة البوكمال أهملوا وبات تواجدهم فيه نادراً جداً، مما جعل التعدي على أشجاره الحراجية والمثمرة ممكناً، وهو بالفعل ما حصل، خاصة في السنوات الأخيرة.
وعن الحزام نشرت صحف سورية تقارير قديمة تشير إلى حاجة ماسة لتوسعة جديدة له باتجاه سكة القطار، إذ إن هناك مساحات واسعة تجاوره من الأرض يمكن زراعتها وتمديد قساطل المياه إليها، إلا أن أحداً لم يفكر بهذه التوسعة الهامة والضرورية. كما أن أشجاره عانت لفترة طويلة من قلة تقليم الأغصان المتدلية على الأرض... كل هذه المشكلات هي اليوم برسم الهيئات المدنية أو العسكرية المشرفة على تسيير أمور المدينة.