تتعدّد ألقاب فادي علي برهان وصفاته ووظائفه. فهو «نقيب السادة الأشراف» بريف دمشق (وسورية أحياناً)، وعالم دينٍ وأكاديميٌّ في جامعة المصطفى العالمية، ومدير العلاقات الخارجية لحوزة الخمينيّ. كما أنه مفكرٌ يتأمل 23 مرّةً في العام، في ذكرى ميلاد وذكرى وفاة كلّ إمامٍ من الأئمة الاثني عشر. وهناك المزيد مما يتباهى به ابن مدينة الزبداني التي يحتل ثلاثة أرباعها حزب الله ويحاصر الربع الأخير.

لا تتفق وسائل إعلام الحزب ولا وسائل إعلام النظام على تعريفٍ واحدٍ لبرهان، لكن المؤكد أن دوره آخذٌ في التضخم بالفعل حسب ما يُقرأ من ظهوره قرب بشار الأسد في الجوامع أيام الأعياد، وظهوره كممثلٍ عن الشيعة إلى جانب أرباب شعائر وازنين من الطوائف والأديان الأخرى في لقاءات «الوحدة الوطنية»، أو مشاركته باسم حزب الله في بعض المفاوضات ذات الصلة ببلدتي الفوعة وكفريا وبجنوب دمشق وضد أهل مدينته.

وعلى عكس أبيه المنبوذ من عائلته لأنه قتل قريبه مزاحاً بإسقاط «بلوكة» على رأسه، وشقيقه الأكبر أمير الذي يعدّ بحقّ أشد من آذى أهل الزبداني قتلاً وخطفاً وتجسساً لمخابرات النظام؛ بالكاد يُعثر على من يتذكر فادي في حلته القديمة. فحسب عارفيه لم يتمتع بأيّ موهبةٍ أو مهارةٍ أو حضور، وظلت البلادة صفةً ملازمةً له. ورغم الإمكانات المالية التي أتيحت له كمعتمدٍ في دعوة التشيع التي أطلقت في الزبداني خلال العقد الفائت، لم يتمكن «السيّد» إلا من اجتذاب ثلاثة أشخاصٍ فقط إلى حين اندلاع الثورة. وقبل ذلك فشل في تجارة الدخان المهرّب، مثلما فشل بعد الثانوية في الالتحاق بأيّ دراسةٍ جامعية، ما دفعه إلى البحث عن أيّ دراسةٍ في لبنان حتى لو كانت في حسينيات حزب الله وحوزاته.

في تسعينيات القرن الماضي كانت لوالد فادي، علي، قطعة أرضٍ في الجبل القريب من المدينة شكلت مصدر رزقه، فقد زرع جزءاً منها وحوّل الآخر إلى مقلع حجارة. وشاءت الأقدار أن يشتري مدير الجمارك العامة ثم رئيس إدارة أمن الدولة، اللواء بشير النجار، أرضاً مجاورة، فسارع الأب وأولاده إلى استثمار فرصة الجوار برعاية أرض اللواء وتقديم خدماتٍ متنوعةٍ له فكافأهم، من طرفه، بحمايةٍ واسعةٍ مكنتهم من حيازة السلاح والعمل في تجارة البضائع المهرّبة من لبنان، قبل أن يُعزل النجار ويُسجن في فضيحةٍ شهيرة. لم تتحطم آمال الأخوة بغياب عرّابهم بعد وفاة والدهم، بل استأنفوا سعيهم للتقرّب من ضباط الأمن، مستفيدين من المعارف والخبرات التي حازوها. وربما لم يكن فادي على قدم المساواة مع أخيه الأكبر في تنعمه بالقرب من المخابرات، فآثر أن يشق طريقه الخاصّ عبر الحوزات والنسب الحسينيّ والعمامة.

وفاءً للماضي، يبادر مهرّب الدخان السابق و«نقيب السادة الأشراف» اليوم، بزياراتٍ لكبار رجال حافظ الأسد الأحياء وحرسه القديم.

فادي برهان