الأكاديميون والطلاب السوريون في تركيا

موقع Haberler
8 آب

ترجمة رياض أولار

أجرى مركز بحوث السياسة والهجرة في جامعة حجي تبة، بالتعاون مع مركز الهجرة واللجوء، بحثاً عن أوضاع ومشاكل وتوقعات اللاجئين الأكاديميين وطلاب الجامعات السوريين في تركيا، صدر عام 2017. واستناداً إليه تبين أن 11% منهم يريد العودة إلى سورية مهما كانت الظروف، و26% لا يريدون العودة مهما كان السبب، و52% يريدون العودة في حال تغير النظام.

وحول نتائج الاستطلاعات عقد الدكتور مراد أردوغان، مدير مركز البحوث المشار إليه في جامعة حجي تبة، مؤتمراً صحفياً قال فيه إن هناك 3 ملايين و188 ألفاً و909 لاجئ سوري مسجل. وقد قامت وزارة التنمية بإعداد تقرير عنهم، في آذار 2016، معتمدةً على استطلاعات مديرية الهجرة وسجلاتها. وقال: النتائج ليست إيجابية؛ 33% منهم أميّون، و13% يعرفون القراءة والكتابة ولكنهم لم يذهبوا إلى المدرسة، و26% وضعهم التعليمي غير معروف.

وعن الأطفال السوريين في عمر الدراسة قال: ينقسم من يدرسون منهم إلى جزأين؛ أولاً 19% يدرسون في مدارس الدولة التركية، وثانياً 33% يداومون في مراكز التعليم المؤقتة. ومع أن هناك جهداً لضم الذين يدرسون في مراكز التعليم المؤقتة، وما تبقى من الأطفال، إلى نظام التعليم التركي، إلا أن هذا ليس سهلاً. وإذا عولج هذا الأمر بطريقة سريعة سيسبب ضرراً لنظام التعليم التركي، لأنه إذا كان كل 20 طالباً في حاجة إلى أستاذ واحد فهذا يعني أننا نحتاج إلى 45 ألف أستاذ جديد، سيكلف تدريبهم على تدريس الأطفال السوريين 550 مليون يورو, علماً أن كل طالب داخل نظام التعليم التركي يكلف ألف يورو سنوياً.

عندما ننظر إلى ديموغرافية السوريين في تركيا نجد أن هناك ما يقارب حوالي 400 ألف طفل تحت عمر 4 أعوام، و88 ألف طفل في الخامسة، وبين أعمار 6 إلى 17 سنة ما يقارب 880 ألفاً، و2 مليون في سن العمل. والأعداد دائماً في تزايد. لقد ولد 82 ألف طفل سوري في تركيا في العام المنصرم، ومن المتوقع أن يولد هذا العام 90 ألف طفل. وإذا استمر الوضع على هذا النحو فسيزداد عدد السوريين في تركيا مليون شخص على الأقل خلال عشرة أعوام.

392 أكاديمي سوري موظف في تركيا

وعن الأكاديميين السوريين قال أردوغان: واجهتنا مشكلة خسارة هؤلاء منذ بداية الأزمة. منذ وقت قصير كان عدد الأطباء السوريين في بلادنا 4500، وانخفض الآن ليصبح 1400. نعتقد أن هناك 600 أكاديمي سوري في تركيا، قسم منهم ليس داخل نظام التعليم، ويتعرض القسم الآخر لمشاكل جدية رغم أنه داخل هذا النظام. عندما فتحنا لهم باب المراجعة أتى الآلاف، وبعد التصفيات لم يكن هناك إلا 400 شهادة دكتوراه وما فوق، الأكثرية العظمى منهم من خريجي كلية الشريعة الذين من المنطقي أن يجدوا عملاً، في حين أن الفيزيائيين والكيميائيين لم يبقوا عندنا. يقال إنه في عام 2011 كان هناك بين 3-5 آلاف أكاديمي في سورية. اجتمعنا مع الأكاديميين السوريين في غازي عنتاب وإسطنبول وأنقرة وماردين وناقشنا مشاكلهم وكفاءاتهم. لاحظنا أن الكل يسعى إلى الرحيل عندما تتاح له الفرصة. يمكن أن يشكل هذا عائقاً كبيراً أمامنا، إذ يوجد ثلاثة ملايين سوري في تركيا ونحن في حاجة إلى نخبة داخل هذا الجمهور. هناك إحباط لدى الأكاديميين السوريين لأنهم منذ أتوا إلى تركيا لم تُتَح لهم الفرصة لاستعمال قدراتهم، وهم يتذمرون لضياع هذه القدرات هباء منثوراً.

أكثرية الطلاب يتوجهون إلى جامعة غازي عنتاب

أوضح أردوغان أن الطلاب الجامعيين السوريين في تركيا ينقسمون إلى فئتين؛ أولاً الذين اضطروا إلى مغادرة بلادهم أثناء تعليمهم الجامعي، وثانياً الذين أنهوا الثانوية في تركيا ويحاولون دخول جامعاتها. هناك 14 ألفاً و747 طالباً جامعياً سورياً في تركيا. تقريباً 83% منهم طلاب في مرحلة الإجازة بنظام الأربع سنوات، و7% من طلاب الإجازة بنظام السنتين، و8% طلاب ماجستير، أما نسبة طلاب الدكتوراه فهي 2%.

عندما سألنا هؤلاء الطلاب «هل فقدت قريباً في الحرب؟» تلقينا الجواب «لا» من 14% فقط، أما 85% فمنهم من فقد أخاه أو زوجه أو أسرته. وعندما سألنا «هل أبواك جامعيان؟» لاحظنا أن نصفهم ينحدر من أبوين أحدهما جامعي. 20% من الطلاب الجامعيين السوريين حصلوا على منح دراسية، تقدّر بـ600 ليرة و600 أخرى للسكن. 85% من تمويل هذه المنح يؤمنه الاتحاد الأوروبي و15% تؤمنه تركيا.