إسرائيل لم تضرب اللاذقية... وروسيا تمزح

إسرائيل لم تضرب اللاذقية... وروسيا تمزح

يعبّر شريف شحادة عن موقف النظام السوري تجاه ضرب إسرائيل للصواريخ الروسية في اللاذقية في الخامس من الشهر الجاري، حين يردّ على سؤال قناة الجزيرة بالقول إنه لم تكن هناك ضربة أبداً... ويصف اعتراف روسيا بحصول الضربة بأنه رأي روسيا الخاص، محتجّاً بأن إسرائيل نفسها لم تعلن عن الضربة.
إلا أن الإعلام الرسمي تعامل مع القضية وكأنها لم تحصل، حتى وإن كانت شائعة، فأصمّ الآذان عن قضيةٍ تناولتها معظم محطات ووكالات الأنباء العالمية. ومن الطبيعي أن يتعامل إعلام النظام بهذا الأسلوب، طالما أن توجيهات المخابرات العامة، والمكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، لم تصرّح لأحدٍ بالحديث عن الضربة، لا بالنفي ولا التأكيد. إذ تولّت روسيا مهمة التأكيد، وقناة الميادين مهمة حق الردّ، الذي أتى سابقاً على القيام بالضربات بمجملها، إذ قالت: "نقل موقعٌ إلكترونيٌ أميركيٌ كتب نقلاً عن عسكريٍ متقاعدٍ أن البحرية السورية ضربت غواصةً إسرائيلية أوائل شهر أيار/ مايو الماضي، بصاروخ طوربيد على عمق مئة وخمسين متراً قبالة الشواطئ السورية، وتم التكتّم على الأمر. وكان ذلك وراء شنّ الغارات على جبل قاسيون، التي استخدمت فيها قنبلة نووية تكتيكية صغيرة، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني الأميركي".
وتتضح مدى صدقية الخبر الذي نشرته الميادين من ثلاثة دلائل:
ـ التصريح باسم الموقع الأمريكي.
ـ التصريح باسم الضابط "المتقاعد".
ـ كون الخبر صادراً عن قناة الميادين، صاحبة فضيحة تقرير جهاد النكاح.

الدراما السورية... والخطاب التوافقي

صياد2

تماشي معظم الأعمال الدرامية السورية لموسم 2013 التيار التوافقي الميّال للنظام، بمعنى المعارضة الوطنية التي شكّلها النظام وضمّ بعض أعضائها إلى الحكومة. أو، بدقةٍ أكثر، تعّبر تلك الأعمال عن نظرية "الأينعمجية"، فتطرح الرأي ونقيضه إلا أنها تجد حلولاً توافقيةً وتصالحيةً، مضمونها أن الجميع تهمه مصلحة سورية، بمعنى أن التيار المعارض يجد طريقاً نحو التوافق مع الموالي من وجهة نظر درامية. فما إن يبدأ أحد أبطال مسلسل "تحت سماء الوطن"، للمخرج نجدة أنزور، بالحديث عن فساد النظام في سورية، حتى ترد إحدى المنحبكجيات الجميلات بالقول إن المسلحين يقومون بإرهاب المدنيين، وهمّهم الوحيد هو تدمير سورية. وهنا يبرز التيار الوسطي الواعي، المتمثل بالأب المتقاعد، ليقول إن سورية هي الأهم، ومصلحتها في الابتعاد عن الصراع المسلح. بينما توغل مسلسلاتٌ أخرى في الحديث عن النظام الأمني بجرأةٍ واضحةٍ، مثل مسلسل "الولادة من الخاصرة"، إلا أنها تعطي المجال لـ"إفتاء" تلك الحالة من باب فساد أجهزة الأمن، بينما لم تُفتح بوابة الحل بعد. إلا أن الحلقات القادمة تعدنا ببوابات حلٍ سياسيٍ ربما يرعاه وليد المعلم.

ضرار جمو

جمو

تداولت صفحات الشبيحة خبر مقتل محمد ضرار جمّو قبل يومين، قرب مدينة صيدا اللبنانية، بكثيرٍ من الحزن والنقمة على أنصار الثورة السورية. وهذا أمرٌ مفهومٌ، نظراً للخدمات الجليلة التي قدمها المقتول لنظام بشار الأسد، ودفاعه المستميت عن الطاغية المجرم، في إطلالاته التلفزيونية الكثيرة، تحت صفة رئيس الدائرة السياسية لرابطة المغتربين العرب الدولية. ولا يعرف أحدٌ عضواً آخر  في هذه الرابطة الوهمية سوى هذا البوق. ونتيجة التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات اللبنانية، تبيّن أن قاتل جمّو لم يكن سوى زوجته، بالتعاون مع أفرادٍ من أسرتها، لتتحول اللعنات على صفحات الشبيحة بعد ذلك إلى تلك الزوجة، وخاصة مع اعتقال السلطات السورية لها بعد دخولها إلى البلاد مع جثمان ذلك الشبيح، الذي لن يأسف على مقتله سوى أمثاله.