أفرورا عيسى وأبوها المتشيع على هدى جميل الأسد وجدها «شاكوش الشيطان»

بعد اندلاع الثورة وبحثاً عن فرصة للصعود، بذلت ابنة قرية سطامو في ريف اللاذقية، أفرورا محمد عيسى جهوداً كبيرة للفت الانتباه، وتحملت في سبيل ذلك رفقة خاصة بثقيلي الظل، الممثل عارف الطويل ومراسل قناة العالم الإيرانية حسين مرتضى، ومع غيرهما من ذات الشريحة أو مع ضباط في جيش الأسد كان أشهرهم العقيد علي خزام قبل أن يلقى حتفه.

وبين هؤلاء ظلت أفرورا تتخبط بأنشطة غير مثمرة طول عامين تقريباً، وإلى أن قتل أخوها النقيب الطيار إبراهيم في العام 2013، لتحظى بوصفها شقيقة "شهيد" بلقاء أسماء الأسد، وخلال ذلك اللقاء كان لأفرورا طلب واحد: أريد أن أكون مراسلة حربية. استجابت أسماء وعينت الشابة التي لم تنه دراستها الجامعية بكلية الآثار في قناة الإخبارية، وعلى شاشتها ظهرت أفرورا متنقلة من جبهة إلى أخرى لتغطية معارك قوات الأسد واقتحاماتها، وأصبحت وجهاً معروفاً في أوساط مؤيدي النظام.

لم يكن هذا النجاح كافياً لتلبية تطلعات أفرورا إلى مزيد من الشهرة والنفوذ والأموال، ما دفعها إلى اغتنام فرصة أخرى "مأساوية" أبضاً، تمثلت بإصابة أسماء الأسد بسرطان الثدي، حينها قادت المراسلة الحربية حملة للتضامن مع الأسد، بدأتها بحلاقة شعرها مع ثلاث أخريات من زميلاتها، ما أثار إعجاب أسماء فجلبتها إلى مكتبها الخاص "القصر الجمهوري". وخلال أكثر من عام رافقت سيدتها إلى المستشفيات وجلسات العلاج، تلتقط لها الصور وتنشر أخبار تحدي "السيدة الأولى" للسرطان، لتصبح أفرورا اليوم الشخصية الأقوى والأوسع نفوذاً في قريتها سطامو والقرى المجاورة.

وبالطبع انعكس صعود أفرورا على أسرتها وعائلتها الأكبر، فتحول أخوها مازن من عنصر متنقل -من ميليشيا إلى أخرى- إلى قائد ثم إعلامي فتاجر "غنائم" كبير، يشتري الأثاث المنزلي والممتلكات الأخرى من الضباط الكبار،  في حارات وأحياء كاملة في المدن التي يسيطر عليها جيش الأسد. وأما شقيقتها دنيا معلمة المدرسة، فتحولت إلى ناشطة خيرية في رعاية الأطفال بدعم من منظمات تمولها أسماء الأسد. ولم تنسَ أفرورا أعمامها السبعة، وهم عميدان وعقيد، وشرطي ومتقاعدين اثنين من الجيش وموظف في مديرية الري، فمنحت معتمدة على سيدتها أسماء كل واحد منهم ما يريد من دعم وظيفي أو استثناءات ورخص وحصص ثابتة من أي مساعدات توزعها أي منظمة أو جمعية.

في صعودها هذا اعتمدت أفرورا على موهبة خاصة ورثتها أباً عن جد، في اقتناص الفرص والانتقال السهل من طريق إلى آخر حيثما تلوح المكاسب. فبعد سنوات كان فيها أبوها محمد عيسى يقدم نفسه كشيوعي إلى درجة أن سمى ابنته باسم الروسية أفرورا التي شاركت بثورة البلاشفة، وقع الأب فجأة بهوى الخميني واهتدى إلى التشيع على يد جميل الأسد، وصار أحد رجاله المفضلين في جمعية المرتضى التي أسسها بدعم إيراني أول ثمانينات القرن الماضي قبل أن يغلقها حافظ الأسد.

وكان للجد عيسى عثمان زمنه مع الكبار حينها أيضاً في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، حيث استطاع التقرب من الزعيم الديني سليمان المرشد الذي لقبه حينذاك ب"شاكوش/ مطرقة الشيطان" في كناية عن مزيج الشر والذكاء لدى عيسى الذي استفاد من المرشد بتوسيع ممتلكاته من الأراضي الزراعية ومن دون أن يتخلى عن عقيدته كعلوي حيدري.