- Home
- مقالات
- صياد المدينة
شبيحة القبو الغاضبون من وزارة الداخلية
روايتان ساقتهما صفحات فيسبوك عن مقتل المتطوع بميليشيا «كتائب الرحال» التابعة لأمن الدولة، وابن قرية القبو بريف حمص، أحمد محمد سلمان، على حاجز للشرطة في قريته قبل أيام.
قالت صفحة شبكة أخبار القبو، بأن «أياماً عصيبة يمر بها أهالي قرية القبو بعد حادثة الإجرام التي ارتكبتها دورية حفظ النظام في القرية». وقدمت، مثل غيرها من الصفحات المحلية، رواية تجعل عنصر الميليشيا الذي كان في إجازة من جبهات القتال «ضحية». فيوم الحادثة مر بسيارة (بيك آب) برفقة اثنين آخرين من أبناء القرية بحاجز للشرطة، في طريقهما لاستدانة مبلغ (75) ألف ليرة من شخص، «استعداداً للسفر بمهمة أمنية». وأثناء عودتهم أوقفهم الملازم أول علي، وطلب من «الشهيد» إبراز هويته الشخصية، رغم معرفته الوثيقة به، ثم رفض طلب سلمان بأن يجلبها من المنزل خلال دقائق، وتطور الأمر إلى إطلاق نار دون داع، أودى بحياة الشاب المسجل ضمن ملاك أمن الدولة، حسب ما قالت الصفحات.
الرواية المعاكسة ساقتها صفحة «يوميات رجل شرطة»، وتقول إن سيارة (بيك آب) بدون لوحات، يستقلها ثلاثة أشخاص مرت بحاجز القرية، وأن «آمر الحاجز.. وهو ليس من مرتب الناحية، ولا يعرف السائق مسبقاً، كما ادعى البعض» طلب أوراق السيارة، فرد السائق أنها في «مهمة من إحدى الجهات المختصة»، قبل أن يرفض الترجل منها إلى حين جلبه ورقة المهمة من المنزل، حيث نسيها هناك حسب قوله، فرفض السائق، وحاول تشغيل السيارة، رغم محاولة الضابط ثنيه عن ذلك، وقبل أن ينطلق بالسيارة، ويجر الضابط معه، فما كان من العناصر إلا أن أطلقوا النار.
قبل أيام من الحادثة تعرض مخفر الشرطة في القبو لهجوم بالقنابل، اتُّهمت فيه الميليشيات التي ضاقت ذرعاً من محاولات الشرطة التدخل فيما لا يعنيها، والسؤال عن أوراق السيارات المسروقة التي تملأ طرقات القرية. استجابة لأوامر عشوائية تصدر بين حين وآخر من وزارة الداخلية لفرض هيبة النظام المتلاشية في هذا المكان، الذي عرف في السنوات الماضية بأنه المعقل الأكبر للميليشيات الطائفية المتهمة بارتكاب جرائم كثيرة، بدافع السرقة أو بدوافع طائفية، لا سيما بسكان بلدة الحولة القريبة.
في السنوات الماضية شارك أحمد سلمان بمعارك كثيرة على امتداد محافظات حمص ودمشق وحلب والبادية، وهو القتيل الثاني لأسرته «المجاهدة»، إذ سقط شقيقه العام الماضي في بادية تدمر، فيما يقاتل شقيقاه الآخران حتى الآن، حسب ما قالت الصفحات الغاضبة التي شنت حملة على وزارة الداخلية وشرطتها، واتهمتها بالفساد و«المصالحة» مع الإرهابيين، وسخِرت من «وجهاء القرية» الذي دعوا لضبط النفس، وتجنب الفتنة، وذكرت بالأشهر الأولى من «الأزمة» حين التقى فيها «السيد الرئيس) بآلاف الوجهاء دون فائدة». وذكرت، أيضاً، كيف فرّت مخافر الشرطة ومفارز المخابرات كلها «من الحولة»، والمناطق الأخرى «التي سيطر عليها الإرهابيون»، قبل أن يتدخل أبناء القبو الذين لم يجدوا بعد ذلك سوى نكران الجميل.
على صورة منشورة لآمر الحاجز الملازم أول علي، تساءل بعض أهل القرية إن كان هذا الضابط «علوي» بالفعل.